آخبار عاجل

 كيف تعدوا  أبناءكم  ليتغيروا إلى الأفضل .. لـ « سلوى المؤيد »

03 - 02 - 2019 12:00 1738

الحلقة الـ 23 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  كيف تعدوا  أبناءكم  ليتغيروا إلى الأفضل.

 .         .........................................................................  

  سيعارض الأبناءمنذ البداية  تغيير عاداتهم التي تعودوا عليهم.. إذ ليس من السهل عليهم  تقبل هذا الأمر .بل ليس من السهل  أيضاً على الآباء أن يطبقوها بعد أن تعودوا على عاداتهم  القديمة في تربية أبنائهم  ..وكلنا نعلم أن الكلام  سهل  لكن التطبيق صعب  ويتطلب إرادة وصبراً للوصول إلى  الهدف  الذي  نسعى إليه   .

إن ما أريده مما سأكتبه  أن يتجاوز كل من الأبناء والآباء هذه الصعوبة ليتعودوا على أساليب سليمة   من الناحية النفسية في تعاملهم مع بعضهم البعض  ليتطور سلوك الأبناء ويرتقي أسلوب تعاملهم مع أبائهم فيعم الهدوء والإستقرار نفوس أفراد العائلة .

لقد ذكرت من قبل أن أول ما ستلاحظه على إبنك عندما تتعامل معه بإسلوبك الجديد أنه يقاومه ..وسيحاول اختبار مدى حزمك والتزامك في تطبيق طرقك الحديثة ..لا تخف من ذلك ..لإنه أمر مؤقت وطبيعي..ويعتبر جزء من طرق التعلم والتمرين على اكتساب العادات الجديدة.

 إذن ..لا تتوقع أن يسعد طفلك أو إبنك المراهق بإساليبك الحديثة .. ولن ينفذها فوراً لإنه لا يعرفها ولم يتعود عليها ..بل إنه يتمنى لو يعود إلى طريقته السابقة التي تعود عليها .

إن الله سبحانه خلق البشر هكذا عندما يتعودون على عادات معينة يجدون من الصعب التخلص منها والتعود على عادات جديدة ... سواء كانوا صغار أو كبار .. إلا إن الأبناء  سوف يطورون أنفسهم بتفعيل هذه العادات إذا قرروا ذلك بإرادتهم .. ولن يقتنعوا بها إلا إذا جربوها بإنفسهم لكي يتراجعوا عما يؤمنوا به ويتقبلوا حقيقة أن آبائهم أصبحوا مختلفين عن السابق ..عليكم كآباء أن تطلعوهم عما قررتم عليه  لكي تجعلوه منهاجاً لكم كآباء  وتمارسوه كسلوك يومي ويروكم  وأنتم تقومون بتطبيقه بشكل مستمر ..كما  إنكم توقعوا كآباء  منهم أن يختبروا طرقكم التي تريدون  تطبيقها عليهم ..وسوف يفعلون كل مافي مقدورهم ليختبروا هذه الطرق وسيفعلوا ما في وسعهم ليقاومو كم  ويعيدوكم إلى أساليبكم القديمة التي تعودوا عليها .

فإذا كانت الأم مثلاً متسامحة ومتساهلة في السابق فإن إبنها سيتجاهلها ويتابع تجاهلها وسيتحداها وسيتوسل إليها لكي تسمح له بما تعودت أن تسمح له في السابق لكنها يجب أن تتقيد بما وضعته من خطط تعلمتها في من قبل  لكي توقف هذه الفوضى في علاقتها مع إبنها ..  فتطل عليه بين فترة وأخرى وهو يؤدي واجباته الدراسية لتتأكد أنه يقوم  بها .. أو لوأراد أن يسأل سؤال ترد عليه ثم تتركه يواصل حل واجبه بنفسه أو تواجه غضبه بإن تطلب منه أن يدعها وحدها إذا كانت غاضبة لخمس دقائق لكي تهدأ أعصابها وترد عليه دون انفعال لتوضح ما تريده منه حتى ينهي واجباته المدرسية ثم تمضى عنه إلى أعمالها ليعتمد على نفسه في حل تلك الواجبات أو ارتداء ملابسه أو القيام بإي واجب منزلي آخر  مطلوب منه من قبل العائلة كأحد أفرادها.

قد تضطر كأب إلى استخدام النتائج المنطقية أو العواقب المنطقية لإنها تلعب دوراً هاماً وأنت تحاول أن تغير سلوك إبنك أو إبنتك ..غالباً ما ستحتاج إلى استخدامها بين الحين والآخر لتدعم قواعدك الأساسية في التعامل معهما..لتحد من سوء سلوكهما ولكي تحاسبهما على اختياراتهما الغير مقبولة..وكلما استطعت الإستمرار أكثر في أن تربط فعلك بقولك  كلما   ازدادت العادات الجديدة السليمة توطداً في سلوك الأبناء وكذلك في سلوك الآباء لإنهم أيضاً يجربون أساليب جديدة لم يتعودوا عليها بعد..وسيقل اختبار الأبناء لآبائهم مع الوقت لإنهم يدركون أنها بلا فائدة وأنهم لن يحصلوا على ما يريدون من العودة إلى عاداتهم السلبية القديمة  وسيتعاونوا معهم دون أن يحتاجوا إلى معرفة عواقب عدم التزامهم بها

وهنا أطرح هذا السؤال الهام ..كم سيأخد الأبناء من الوقت ليتعودوا على عاداتهم الجديدة ..

                                           (٢)

 

إن ذلك يعتمد على  عدة  أمور..منها سن  الأ بناء ..ومدى استمرارية الآباء في معاملتهم بالأسلوب الجديد..وطول الوقت الذي مر على الأبناء وهم متعودون على الأساليب القديمة السلبية..إن  أكثر الأباء الذين استمروا في تطبيق الطرق الجديدة وجدوا أن محاولة أبنائهم إختبار مدى جديتهم في تطبيق هذه الأساليب قد قلت بعد ٨ أسابيع ..لكن الأبناء  الأصغر سناً احتاجوا إلى وقت أقل ولم تزد محاولات اختبارهم  أكثر من ثلاثة أسابيع .

إذن أغلب المراهقون  سيحتاجوا إلى ما بين ٤و٨ أسابيع لكي تقل رغبتهم في اختبار آبائهم والإستجابة جدياً خصوصاً إذا وجدوا إصراراً من آبائهم وجدية في تطبيق العادات الجديدة ..وعدم تقبل  الأبناء للطرق الجديدة  واختبارهم لإبائهم سيمنح هؤلاء الآباء الفرصة لكي يتمرنوا ويكتسبوا مهارات جديدة وكلما تمرنوا  ازدادوا مهارة ..أما إذا تجاوب الأبناء سريعاً فقد يعرض ذلك الآباء إلى العودة لا إرادياً إلى أساليب تربيتهم التي تعودوا عليها من قبل   وهذا أمر يحتمل حدوثه لإن الأباء أيضاً من الصعب عليهم تغيير عاداتهم القديمة ويحتاجوا إلى الإستمرار في تطبيقها على أبنائهم ليتقبلوها نفسياً ويتعودوا عليه 

 

  http://Www.salwaalmoayyed.com.bh                                                                                                                             

 

 

 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved